الصفحة الرئيسية ![]() |
تقع كنيسة القديس بولس خارج السور الأثري لمدينة دمشق عند من باب كيسان . في عام 1939 تم تحويل الباب إلى مدخل الكنيسة الذي أُقيم تخليداً لذكرى القديس بولس ولحادثة تهريبه من السور حيث تروي المصادر التاريخية أن معبد ساتورن بُني في المكان نفسه الذي تم فيه إنزال القديس "بولس" بسلة بمساعدة مؤمني "دمشق" حينها من فوق السور هرباً من الجنود وقد انطلق بعدها "بولس" إلى العالم مبشراً بالدين المسيحي.
لباب كيسان أجزاء نحتية ومعمارية تشكّل واجهته الرئيسة من الخارج، والأيقونات الست المعروضة في المعبد تروي قصة القديس بولس الرسول في طفولته، وتعرّض أسرته لمشاق عصيبة وكيف أنزل من السور. أما الجدار الوسطي فيلاصقه برجان عريضان، لفّ أعلاهما بأقواس حجرية.
اللافت في التكوين العمراني، بناء قنطرتين بديعيتي التركيب فوق بوابة الدخول مباشرة. الأولى وهي الأكبر مزخرفة بدوائر نحتية متداخلة ونافرة، والثانية وهي الأصغر مشرفة بعروق خطية محفورة بدقّة وإتقان، هذا إلى جانب الحجر المنحوت والمتلاصق مع بعضه في بناء الباب بوضعه الكلي.
بعد دخول البوابة، والوقوف على العتبة الأولى من المنصة الداخلية لباب كيسان، تُصادفنا حجرة يسارية، مُلئت رفوفها بالصور الدينية والكثير من أنواع الهدايا الصغيرة، والتحف الخشبية المجسدة لقصة السيد المسيح، والديانة المسيحية. وهناك أيضاً نجد باب الحجرة الأثري، البالغ من الارتفاع ما يقارب المتر ونصف المتر، وعمره 25 سنة، صمّمه فنان أرميني، حيث عمل على تزيينه برسوم نافرة ونقوش بالغة الاتقان، مرصعة بالنحاس، تمثل دلالاتها التشكيلية عملية العمادة للسيد المسيح على يد القديس يوحنا المعمدان، وهناك الكثير من النحاتين الذين قدموا إلى زيارة المعبد وحاولوا تقليد الباب بالنحت على الحجر الرخامي، لكنهم فشلوا وتركوا منحوتاتهم غير المكتملة بصمة منهم تدل على انسجامهم ووفائهم للرؤية الحسّية التي أضافها هذا المعلم الأثري إلى ذاكرتهم الجمالية ومخزونهم المعرفي.
المميّز في البناء الخارجي لباب كيسان، وجود نصب تذكاري في الجهة اليسرى للنحات الإيطالي بيير يند جيلميني من البرونز الصرف، ويشكّل تمثالاً واقعياً للقديس بولس، وهو يسقط عن فرسه عند ظهور السيد المسيح أمامه في «تل كوكب» قرب منطقة داريا. ويذكر أن هذا العمل النحتي قَدِمَ إلى دمشق بأمر من بطريرك روما ليكون هيئة جمالية أخّاذة، تبيّن لناظرها عبر تفاصيلها النحتية مشهداً بصرياً واقعياً لقصة القديس بولس الرسول.
لباب كيسان أهميتان: الأولى على صعيد السياحة الدينية إذ يعتبر موقعاً لحجّ المسيحيين على خطى الرسول بولس. والأهمية الثانية تكمن في أن موقع باب كيسان جزء من سور دمشق القديم، وهذا ما زاد من قيمة الموقع تاريخياً وحضارياً.